الرواية المغربية المعاصرة: التعدد اللغوي والبوليفونية". محمد الغمروسي
وعليه يمثل الفن مدخلا مهما في الثقافة الجمالية، التي تسعى إلى تنمية السلوك، وبناء الشخصية، إذ تصبح العلوم الإنسانية ذات قيمة أساسية في التنمية، لأن ما هو ثقافي يؤسس في الحقيقة لما هو مادي، مما حدا ببعض الدارسين إلى الكلام على رأس المال الثقافي.
تحديد الأدوار الاجتماعية: تحدد الثقافة الأدوار الاجتماعية المتوقعة من الذكور والإناث، والأطفال والكبار، مما يؤثر على تطور الهوية الشخصية.
وكلما اقترنت القيم التربوية المختلفة المشارب، والمداخل، والآليات بالجمالية كانت محبَّبَة للنفس، ومؤثِّرة في السلوك، ومُقَوِّمة له، مثلما هي محدِّدة للتوجهات ومميزة لها. ذلك أن القيم تحمل قيمتها في ذاتها، بعيدا عما يمكن أن يلتبس بها من أحكام إذا تضاربت المصالح، واختلفت المواقف، فالخير خير، والشر شر، والعدل عدل، والظلم ظلم، وهلم جرا، مهما اختلفت الأنظمة الاجتماعية، والتوجهات السياسية.
فهم وجود ثقافات متعددة ومتنوعة على مستوى كبير جدًا سواء في منطقة معينة أو في العالم.
- تسهم الشخصيات ذات التأثير الواسع، مثل المصلحين الاجتماعيين والمفكرين، في إعادة توجيه الثقافة نحو مفاهيم أكثر حداثة أو أصالة.
- يمكن أن تتأثر الثقافة المحلية بشخصيات عالمية، مما يؤدي إلى اندماج القيم الثقافية المختلفة أو مقاومتها للحفاظ على الهوية الأصلية.
وكذلك من الأمثلة التي تجعل الفرد ضمن دائرة تفكير وتأمل ومحاولة أن يقدم تفسيراً منطقياً لأسباب مشكلة أو نزاع فإنه يتبادر إلى الذهن على سبيل المثال بدايات حدوث التحول في تقييم السلع بأوراق نقدية ما جعلها تقف وراء وقوع الكثير من النزاعات التي نشهدها اليوم، ويعد هذا التحول أحد الأسباب التي تدفع الامارات بعض أفراد المجتمع إلى التجاوز على مبادئ ثقافية والقفز على حواجز وضعتها إدارة المنظومة لأجل تنظيم وضبط عملية التفاعل البشري من خلالها.
يعتبر التفاعل بين الثقافة والنمو النفسي موضوعًا أساسيًا في علم النفس، حيث تؤثر الثقافة بشكل كبير على تطور الفرد نفسياً واجتماعياً، والعكس صحيح أيضًا.
ترسم الثقافة نور الامارات الجمالية حضورها في تنمية السلوك، وتقويمه عبر العديد من المداخل ربما أبرزها: المداخل المعرفية، والمداخل النفسية، والمداخل السلوكية، والمداخل الفنية.
وفي الوقت ذاته تتمتع الثقافة بعلاقات تفاعلية بينها وبين التنمية وأيضًا بين بناء المجتمع.
- زادت الاحتكاكات الثقافية بين الشعوب، مما أدى إلى ظهور هويات ثقافية هجينة تجمع بين العناصر التقليدية والحديثة.
فقد سكن المغارة ولبس الجلود، و نراه الآن يبني ناطحات السحاب، ويحول المعادن إلى مصنوعات تبهر من النانو إلى ريادة الفضاء.
وكل ذلك يؤكد دور الثقافة الجمالية في تنمية السلوك الإنساني وتقويمه.